طفـلة جريئـة

طفلة جريئة

كانت "لينا" البالغة من العمر ست سنوات تحب ان تجلس في احضان جدها "راي" وهو يقود جراره في مزرعه العائلة في ولاية "فيرجينيا " الأمريكية

وذات يوم أصطحب "راي"حفيدته ليحرق كومة من الأغصان اليابسة

وما ان صب قليلا من الوقود على الكومة و اشعل عود الثقاب حتى اشتعلت الأغصان و حاصرته النار

فسقط أرضا و هو يصرخ وراح يتدحرج في محاولة يائسة لأخماد النار وجهد للوقوف على قدميه و مشى مترنحا مسافة عشرة أمتار إلى حيث كانت "لينا" جالسة على الجرار وهمس لها "" إذهبي ونادي جدتك "" وسقط على الجزازة المربوطة إلى الجرار فأغمى عليه كان جلد ذراعيه مقشوره كورق شفاف وتقرح صدره و تشوه و جهه بفعل الحروق

إلا ان "لينا" تمالكت نفسها و خشيت أن تترك جدها وحيدا و أدركت إن أملها هو في قيادة الجرار الضخم إلى المنزل الذي جدها لا يسمح به . لكن الطفلة التي لم يتجاوز طولها المتر قررت ان تقدم عليه .. انزلقت على المقعد و داست الزر الأحمر بأصبع قدميها

فدار المحرك و اهتز الجرار محدثا هديرا قويا و قادته "لينا" بمشقة نحو المنزل وجدها مازال ملقى على الجزاز ولما وصل المسعفون عاينوا اثار الخطوط المتلوية التي تركتها عجلات الجرار فتبين لهم مدى ما عنته الطفلة في تجاوز الحافات و قنوات الري وجزوع الأشجار

اصيب "راي" بحروق من الدرجه الثانيه و الثالثه في جزء كبير من جسده لكنه الان تعافى كليا تقريبا ويرى الأطباء أنه لم يكن ينجو لو لم تتصرف " لينا" كا فعلت

كريستوفر أ. بوجاليان

من مجلة المختار 10 / 1991